تعليقات- محامين مصر

محامين مصر
EGYPT's LAWYERS



عن هذا الموقع || راسل محامين مصر || مواقع أخرى || محامين مصر في الاعلام|| الرئيسية
تعليقات
انتخابات المحامـين (رؤية يســـارية)
بقلم : أحمد بيومي
المحامي
بينما المحامين فى حالة استنفار شديد بسبب اعتداء الشرطة على أثنين من المحامين فى محكمة الباجور وتلي ذلك حالة تعبئة عامة فى أوساط المحامين وسلسلة من الاعتصامات فى عدد من المحافظات وتولدت حالة تضامن بين المحامين من أسوان إلى الإسكندرية وبعض المحافظات ، وعقدت عدة مؤتمرات إحتجاجية فى المنوفية والقاهرة والإسكندرية وناقش المحامون انتهاكات الدولة لنقابتهم ، وعدوان الأجهزة التنفيذية وتسويف إجراء الانتخابات وطالبوا بمعاقبة المعتدين وإجراء انتخابات فورا ، وتشكلت لجنة عامة من المحامين النشطين لمتابعة أي عدوان يقع على أي محامى من أجهزة الدولة ، وفى غمرة الاحتجاجات فاجأت الدولة المحامين بإعلان موعد الانتخابات فيما يزيد عن أسبوعين تحديدا فى 17/2/2001م ، استطاعت السلطة أن تضرب أكثر من عصفور بهذا الحجر ، من جهة جذبت جموع المحامين المنخرطين فى حركة الاحتجاج إلى تحويل دفة اهتمامهم لحملة الانتخابات التى جاءت سريعة فأجهضت بذلك الحركة التى كانت فى سبيلها إلى التصاعد والاتساع ، ومن جهة أخرى فاجأت التيارات النقابية بسرعة الميعاد حتى تفوت عليها فرصة ترتيب صفوفها لخوض الانتخابات فى ظروف ملائمة وذلك حتى تتيح لمرشح السلطة "رجائي عطية" فرصة مباغتة خصومة وهكذا اندلعت الاحتجات فى يناير لتجهض بهذا الإجراء فى فبراير .
فلم يكن أحد من المحامين الذين بح صوتهم فى المطالبة بإجراء الانتخابات يجرؤ على المطالبة "بتأجيلها" واستطاعت السلطة بذكاء غير معهود فيها أن تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد .

المسرح السياسي ومشهد الانتخابات
فى الشهور القريبة الماضية قبل بعض الرموز النقابية من أمثال سامح عاشور وأحمد ناصر تأجيل الانتخابات "قبولا ضمنيا " فى النقابة ليتفرغوا لانتخابات مجلس الشعب وانشغال القوى السياسية المختلفة بانتخابات البرلمان . ثم فاجأت الانتفاضة الفلسطينية الجميع بحيويتها فسرقت الأضواء والانتباه بعض الوقت بمافجرتة من مظاهر تأيد وتضامن شعبي واسع وتراجع الاهتمام بالقضايا الخاصة "النوعية" ليحل محلها انشغالات البرلمان ، وفى هذا الجو المشحون استطاع الأخوان أ، ينفذوا بدعاية ذكية وشبة سرية بين المحامين بكتلة من رجال الصف الثاني الأقل شهرة إلى المجلس التشريعي ، حدث ذلك رغم انسحابهم من المعارك الجماهيرية التى فجرتها الانتفاضة ، ورغم سكوتهم على القمع الذي تعرض له أنصار مرشحيهم فى الانتخابات وسجن عدة مئات منهم سواء فى المرحلة الأولى أو الثانية .
سر جاذبية مرشي الأخوان لم تكن فقط الخطاب الديني الذي يداعب العواطف الجماهيرية ، ولم تكن بالطبع مرشحيهم الذين لم يخوضوا أي معارك دفاعية فى مواجهة عدوان السلطة ، ولكن أساسا بلعبهم دور الضحية المسكينة المسالمة والمصممة على موقفها رغم القمع لقد استطاع بتمثيل هذا المشهد أن ينالوا عطف وأصوات الجماهير التى كانت تأمل فى انتخابات ديمقراطية فعلا بأشراف القضاء ففوجئت بإشراف أمنى كامل على أبواب اللجان ، ناهيك عن حملات الأمن على أنصار المرشحين لقد عبرت الجماهير عن تحديها وغضبها بإسقاط رموز الحزب الحاكم وتأييد كل من استمر بقوة فى التمسك بموقف معارض " ولو شكليا " هكذا نجح مرشحو الأخوان دون بطولات او معارك فى الانتخابات ، كرها فى السلطة وليس بالضرورة حبا فى هؤلاء المرشحين المنسحقين . وبجىء الأخوان وكتلتهم -17عضو- لمجلس الشعب كان على النظام أن يضعهم فى اعتباره وان يغير قواعد اللعبة معهم ، المؤشر الدال هنا هو ما حدث من وزير الثقافة فى موضوع الروايات الثلاثة التى صودرت بسبب معارضة النواب الأخوان لها ، رغم إنها اقل إزعاجا لايقاس من رواية " وليمة أعشاب البحر" ولكن الظرف الان مختلف .
وفى انتخابات المحامين تكرر المشهد الى حد ما، رموز الاخوان فى السجن فى قضية تتعلق بالانتخابات النقابية ، ونال مختار نوح السجين تعاضفا ضخما فى صفوف المحامين وكأنة شهيد العمل النقابي ، رغم أن اداء مختار نوح لم يكن محل قبول واسع بينهم ، فهز مهندس السيطرة الاخوانية ومهندس التحالف مع مرشح الحكومة رجائى عطية ، ومحل اتهام يمس ذمتة المالية أيا كام مكسئول صندوق النقابة ، لكنة ثعلب ورجل مناورات وتحالفات سوداء داخل أو خارج تنظيم الاخوان ، هذا التعاطف تحول الي رصيد انتخابى رغم ارادة نوح نفسة .

لماذا ضد إرادته ؟
بدأ نوح - وفقا لمنهج إخوانى شائع _ فى تقديم رجائى عطية الذي كان يعمل قبل ذلك فى القضاء العسكري وهو مجهول لدى المحامين ، رجائى عطية الذى أصبح محامي أسرة رئيس الجمهورية منذ عدة اعوام وليس لة أي تواجد نقابي كان رمزا - ضمن رموز عديدة - لمحاولة الاخوان تقديم تقديم أنفسهم للسلطة كفصيل يمكن أن يعمل فى خدمتهم وليس عدوا لهم .
لكن السلطة كان لها رأى أنة لايجب السماح للاخوان بدرجة أكبر من الشرعية حتي لايتحولوا الى مزاحمين لرجال الحكم كما انهم لم يكونوا يمثلون خطرا الآن فقد يتحولون الى خطر حقيقي فى المستقبل اذا تركت لهم مساحات اوسع ومن ثم يجب استخدامهم ولكن بحساب ، إستخدامهم وتحجيمهم فى الوقت ذاتة ، ومن ثم فبعد أن قدم نوح رجائي عطية للمحامين قبض علية هو وعدد من الرموز الاخوانية لانهم - هذا الاتهام الهزلي - يخططون لانتخابات النقابات المهنية ، رد فعل الأخوان علي هذا القبض كان مزريا ، حيث إنكمشوا حركيا ولم يظهروا أى علامة إحتجاج ، وبدورة وعدهم عطية بالتوسط لدي السلطة لحل الامر . وبالتالى إستمروا فى التحالف معه ومع حملتة ، رغم استياء المحامين ، كمرشح لمنصب النقيب ، وعد رجائى عطية ذهب مع الريح وحوكم مختار نوح وإخوانة وحكم عليهم بالسجن فى المحكمة العسكرية ، المهزلة أن الاخوان لم يعترضوا علي أو يعارضوا المحكمة العسكرية ، وإختاروا رجائى عطية كرجلهم فى الدفاع واداروا ظهرهم لكل القوي السياسية الأخرى .
وفي الكواليس التنظيمية نشأت شبكة من المستفيدين من غياب مختار نوح .طوسون أحد رموز الأخوان أخذ تفرغ بأجر للحلول محلة ، ولم يكم من مصلحة الورثة عودة السجين الذى إستولوا على تركتة ، فتواطأ طوسون وآخرين لإسدال ستار الصمت علي سجن زملائهم وبدا واضحا للعديد من الأخوان أنهم استراحوا لغياب مختار نوح "ثعلب الجماعة" ولم تقطع الجماعة تحالفها المعلن مع رجل الحكومة "رجائي عطية" ، ولم يكن طوسون فى مهارات مختار نوح فى اللعب مع باقى التيارات فى النقابة ، لذلك ساد الاعتقاد بأن الأخوان بغياب مختار نوح وأخطاء طوسون التكتيكية ، ستهبط أسهمهم بدرجات هائلة عند التصويت .
مختار نوح ورفاقه فى السجون تبرموا من صدور الأحكام ضدهم وغدر السلطة بهم وكان نوح أميل الى فض التحالف مع رجائي ومع استمرار التحالف كان يري أن أخطاء الجماعة وعدم وجودة علي الساحة ستلحق بهم الفشل ، إذن فشل الأخوان سيرفع أسهم الغائب فى السماء ويساعد فى هزيمة ورثة الحي السجين ، ومع ذلك نجح الأخوان نجاحا ساحقا فى الانتخابات ، ساعد على تحقيق هذا النجاح عدة عوامل هي :
1- أخطاء وتفكك القوي المناوئة ، إن النقابة لاتشهد وجودا فعليا لقوي منظمة داخلها باستثناء الاخوان أولا ويليها - وبدرجة متواضعة وفوارق هائلة - الاشتراكيين واليسار الوطني أمثال الناصريين والتجميعيين وآخرون يساريون ووفديون وغيرهم يعملون بسبل فردية ، وبعد ذلك تأتي العناصر الحكومية وعملاء الأمن ، ولا يمنع ذلك وجود عناصر إسلامية من غير الأخوان مثل الزيات وبعض أنصاره ، لكنهم أشد تفككا من جميع القوي الأخرى . إن الشبكة الهائلة من الأعضاء والأنصار التي شكلتها الأخوان من بين المحامين والقدرة المادية للجماعة التى تسمح باتصالات ديناميكية وخلق صلات مع المحافظات وانتاج دعاية انتخابات واسعة ، كل ذلك يعد عنصورا إيجابيا فى مقارنتهم بباقي قوي اليسار .
2-التجمع والحزب الشيوعي المصري سلك نفس المسلك" الجبهوى" فى التحالف مع رجائي عطية الذي اصبح مرشح الأخوان والدولة واليسار ، أضف إليهم الحزب الناصري الذي قدم سيد شعبان ممثلا فى قائمة التحالف ، والوفد ، رغم وجود مرشح لة لمقعد النقيب - أحمد ناصر- قدم الدكتور السقا لينضم الي القائمة .
هكذا أصبح الحزب الناصري مع سامح عاشور وضده ، والوفد مع أحمد ناصر وضده والتجمع مع ألا خوان وضدهم ، نجح رجائي عطية فى تفكيك موقف أغلب قوي المعارضة وشل فاعلية معارضتهم المحتملة ، وبدورها أظهرت الأحزاب الرسمية الأساسية استعدادها التقليدي للتذلل وعدم مبدئية معارضتها - ناهيك عن عدم جدية هذه المعارضة للسلطة . فبعد أن بح صوت التجمع فى ترديد المعزوفة الحكومية عن الفاشية الدينية قدموا معا دليلا على مصداقية المعزوفة والعازفين ودخلوا مع الإخوان فى معزوفة جديدة " قومية " علي رأسها الحكومة والإخوان وفضح اللحن" النشاز " جميع المشاركين فيه . استهدفت الحكومة السيطرة على النقابة بنقيب تابع لها واستهدف ألا خوان التودد للسلطة واثبات الوفاء الكامل وحسن النيية واستهدفت المعارضة الرسمية الحصول على بعض المقاعد بأي ثمن . أضف الى ذلك سعي التجمعات النقابية المختلفة لاسترضاء الأخوان طمعا فى أصوات مؤيديهم ومغازلتهم علي استحياء وخطب ودهم سرا وعلانية وبذلك خفت حدة النبرة المعادية للإخوان بل اختفت تقريبا فى الشهور السابقة علي الانتخابات ، وباستثناء تجمع المحامين الاشتراكيين وبعض أنصارهم - وهو تجمع متواضع العدد والإمكانيات - لم يرفع أحد صوتة ضد الإخوان .
كل ذلك مهد الطريق للزحف الاخواني الذي كان يعتمد علي أخطاء خصومة أكثر مما يعتمد على قوته الخاصة أو تكتيكاتة ، الأخوان من الناحية الفعلية كانوا فعلا فى حالة ضعف ، صراع عنيف بين أجنحة أنصار مختار نوح وغيرهم متحفظين علي الاستمرار فى دعم حملة رجائي عطية حتى بعد الحكم بالسجن ، والخصومة مع كتلة سامح عاشور والاشتراكيين ، وانسحاب الإخوان المزري من معارك عديدة .

الجولة الأولى :
الانتخابات فى النقابات المهنية وفقا للقانون 100 لسنة 93 تتم إذا اكتمل نصاب الجمعية العمومية لمن لهم حق الانتخاب فإذا لم يكتمل النصاب القانوني بنصف الأعضاء فى أول جولة يتم تأجيلها مدة لاتزيد عن أسبوعين وينخفض النصاب الى ثلث الأعضاء فقط ، فإن لم يكتمل النصاب فى الجولة الثانية تعين الحكومة لجنة لادارة النقابة إن لم يكن لها مجلس منتخب ، وإن كان لها مجلس يستمر فى عملة وفى حالة استمرار المجلس يكون علية إعادة إجراء الانتخابات خلال ثلاث شهور أما اللجنة المعينة من الحكومة فتعطي 6 شهور لذات الآمر.
فى الجولة الأولى أعلنت الحكومة عدم اكتمال النصاب بنقص 3 آلاف صوت والمرجح أن النصاب كان قد اكتمل فعلا لكن السلطة أرادت الحصول على مهلة حتى الجولة الثانية لتدرس اتجاهات التصويت وتطمئن على موقف مرشحها ورجالها وكذلك موقف الخصوم.
رفع الأخوان شعار "المشاركة لا المغالبة " الذي يعنى انهم لا يحاولون الهيمنة على النقابة لكنهم سيدخلون بعدد محدود من الأعضاء ويتركون الباقي للقوى الأخرى واستبدلوا شعار " نعم نريدها إسلامية " بشعار "تعالوا الى كلمة سواء" الذي يعنى استعدادهم للتفاوض مع الآخرين . لكنهم فى الحقيقة تقدموا بقائمة تحت اسم لجنة الشريعة الإسلامية ولعبوا لعبة موروثة عن مختار نوح أن يكون لديهم عدد محدود من المرشحين المعروفين وبجانبهم عدد آخر من الأخوان الغير معروفين كلهم فى قائمة واحدة وليس ضمن قوائم متنافسة . والإيحاء لعدد من المرشحين بأنهم سيكونون ضمن قائمة قومية .
هكذا نزلت القائمة الصفراء صباح يوم السبت 17/2 باسم لجنة الشريعة تحمل 8 أسماء أخوا نية معلنة و6 أسماء تحسب عليهم واسمين حكوميين وأسم وفدى واسم ناصري ونقابي قديم لا يسبب إزعاجا 20 أسم فى قائمة ال 24 وتركوا أربع خانات فارغة تملأ على حسب الأماكن فى الدوائر والمحافظات . والمثير للسخرية أن اليسار ممثلا فى التجمع قدم كل التنازلات المخزية واحرق ما تبقى من رصيد مقابل لاشيء ، فالقائمة القومي/ الاخوانى / الحكومية لم تحمل اسم واحد من التجمع ، بل أن مرشحهم النقابي البارز محمد فزاع الذى كان مرجح فوزه راح ضحية هذه التنازلات أيضا جلال رجب الذى كان متحفظا على التحالف مع رجائى عطية غرق فى مركب التجمع ولم ينجح .
ولم يكن للاشتراكيين مرشحين حقيقين ، لكنهم ساندوا عدد من المرشحين النشطين وبعض اليسار والناصريين . حملت القائمة التى وزعها الاشتراكيين اسم واحد أو أثنين على الأكثر ينتمون لهم . ولم يكن لتلك القائمة - التى طبع عدد متواضع ولم توزع سوى فى بعض محاكم القاهرة - أثر يذكر على اتجاهات التصويت ولم تتخطى كونها "إعلان موقف "فحسب .
الناصريون الذين التفوا حول سامح عاشور تعرضوا لصدمة شديدة بسبب مناوراته ورجلة الأساسي سعيد عبد الخالق ، جاءت القوائم التى تحمل اسم سامح عاشور خالية من أسماء من ظنوا أنفسهم عماد أي قائمة له . هذا الموقف دفعهم إلى الاحتجاج والتفكير فى أن يعمدوا اكثر على أنفسهم فى الجولة الثانية ، وفي الواقع لم يكن لهؤلاء الناصريون أي رصيد أو شعبية فى صفوف المحامين يمكن الاستناد الية ، ومعظمهم لم بعرفة المحامين ألا بمناسبة الترشيح للانتخابات أو المطالبة بإجرائها . أما باقي التجمعات النقابية لم يكن لها ثقلا يذكر وسعت فى معظمها لمغازلة اكثر من مرشح لمقعد النقيب وكذلك غازلت الأخوان ولم تتفق على قائمة معينة تعمل من أجلها .
أسفرت الجولة الأولى عن ميل الميزان الانتخابي لصالح الإخوان وبتأجيلها وضعت جميع القوي فى حالة استعداد قصوى للجولة الثانية .

الجولة الثانية:
فى الأسبوع الفاصل بين الجولتين تقدم حوالي 4000 محامى لسداد الاشتراكات ليكون لهم الحق فى التصويت . وشهد هذا الأسبوع كمية هائلة من المطبوعات الدعائية والجولات الانتخابية واستخدم الأخوان الفاكس والموبايل فى الدعاية بين المحامين ، وحاولت الحكومة حشد محامى القطاع العام - حوالي 6 آلاف محامى - لصالح رجائي عطية . كما حاول الاشتراكيون المشاركة بفاعلية اكبر فعقدوا اجتماعات واجروا اتصالات ببعض أنصارهم فى المحافظات لموقف مشترك فى التصويت .
وفى اليوم المحدد لإجراء الانتخابات ظهرت عدة مفارقات جديرة بالنظر :
حرب القوائم المضروبة :
سعى بعض معارضي الأخوان الى استخدام رصيدهم الدعائي ضدهم ، وقاموا بعمل قائمة إسلامية مضروبة بعنوان نعم نريدها إسلامية وباللون الأصفر أيضا !! ضمت تلك القائمة بعض الأسماء الاخوانية واغلبها من غير الأخوان وبالطبع أفزعت تلك القائمة الإسلامية المضروبة الأخوان فاخذوا يجمعونها من يد الناخبين ويعلنون انها لاتمثلهم . فكرة القوائم المضروبة انتشرت كالعدوي ، امن الدولة كان لة قوائم باسماء عديدة منها ( الوعي الانتخابي ) واغلبها غير معنون . وميدو رجائى عطية طبعوا عشرات القوائم المختلفة ولايجمع بينها سوي رجائي عطية . غير الاخوان لون قائمتهم الى الابيض فى الجولة الثانية ولخوفهم من ان تكون القائمة التى تحمل 20 أسم اكبر من مقدرتهم على حملها طبعوا قائمة أخرى زرقاء لاتحمل سوي صور وأسماء المرشحين الثمانية الاخوان "الاساسين" وخالية من عبارة "القائمة القومية" وليذهب باقى الحلفاء الى الجحيم إن لزم الامر . هذه القائمة الزرقاء عكست تخوف الاخوان من اتجاهات التصويت وعدم الثقة المتبادلة بينهن وبين حلفائهم . خلت القوائم الاخوانية الثلاث "الصفراء ، البيضاء،الزرقاء" من إسم حليفهم المختلف علية رجائى عطية ، فرجائى حمل ثقيل ومنفر كما اظهرت مؤشرات الجولة الاولى . لكنهم التزموا بالتصويت لة بدعوة الناخبين "شفاهة" لاعطاء صوتهم . ليس فقط لانة رمز تحالفهم مع السلطة ولكنة لانة سيكون رجل ضعيف فى مواجهتهم ويمكن احتواءة أما سامح عاشور أو ناصر لن يمكن الاستهانة بهم او التلاعب معهم .
عدم تدخل السلطة:
اللافت للنظر أن السلطة تركت الجولتين تمران دون تدخل أو تزوير رغم قراءتها المؤكدة لنتائج الجولة الاولى .ويعود السبب فى رأينا الى ان تدخل السلطة فى ظل هذه التعبئة العالية لعشرات الاف المحامين كان سيدفع الامور الى زروتها ويجلب عليها من المتاعب والمصادمات مالاتستطيع احتمالة وفى جميع محافظات مصر ومن ثم قررت القبول بحلول وسط مع الاخوان خاصة وانة اصبح لهم كتلة برلمانية يحسب حسابها ، ومحاولة مرشحها رجائى بأقصى طاقتها فى الجولة الثانية . ولم يكن ممكنا فى ظل اشراف قضائى كامل واجراء كل عملية الانتخاب فى مقار النقابة والمحاكم بمافيها الفرز تحت سمع وبصر المحامين أن يحدث تلاعب أو تزوير .

معركة النقيب :
مثل رجائى عطية تحديا لمشاعر المحامين الذين استفزهم ان تفرض الحكومة نقيبا عليهم وعبر عن هذا الغضب ثلاث قوى : أحمد ناصر الوفدي وأنصارة سامح عاشور الناصري ومؤيدية والتيار الاشتراكى فى النقابة وبعض الديمقراطيين . وتجلي الغضب فلى صورة سلسلة من البيانات والنشرات والكاريكاتير وحتى الندوات والاعتصامات ، وضع الاشتراكيين هدف اسقاط رجائى عطية فى مقدمة اولوياتهم وفكروا بداية فى تأييد سامح عاشور المرشح القوى لمنصب النقيب لكنة خذلهم بمغازلة السلطة فى كل المناسبات ، ومن ثم انتقلوا لتأييد أحمد ناصر الاكثر صدامية . لكن مؤشرات الجولة الاولى اظهرت تقدم سامح عاشور على رجائى وناصر معا فغير الاشتراكيون من تكتيكهم لمساندة عاشور لهزيمة رجائى عطية ، حالوا الاتفاق معه على ان يحمل قائمتة باسم مرشحهم الاساسي عبد الحميد نايل وطبعوا منشورات "إسقطوا المرشح الحكومى 00 انتخبوا سامح عاشور ) وبينما أظهرت الاحداث عدم التزام عاشور باتفاقة معهم استمروا فى تأيدة ضد مرشح الدولة .
انفق رجائى عطية فى تلك الجولة مئات الالاف علي المطبوعات واللافتات وحشد مئات من الاشخاص بمساعدة الاجهزة الحكومية بهدف تعديل موقفة والانتصار على سامح عاشور لم يكن لرجائى قائمة محددة ولكن صنع انصارة عشرات القوائم علي حسب الاحوال .
واخيرا تحسنت كفة ناصر ولكن لم يقترب من المتنافسين الرئيسين ، الميل الانتخابي المحافظ كان يرفض ناصر براديكاليتة ويفضل علية نقيبا معتدلا كعاشور وتم رسم صورة عن ناصر بأنة رجل متهور سيزج بالنقابة فى صراعات متطرفة .

نتيجة الانتخابات قراءة ودلالات :
جاءت نتيجة التصويت صادمة للجميع حتى للذين فازوا ، نجحت قائمة الاخوان "القومية" نجاحا ساحقا عشرون اسما على قائمة فازوا جميعا ، سقط رجائى عطية بفارق 1900 صوت ، نجح سعيد عبد الخالق ومعة ثلاثة اخرون غير معادين للاخوان ، حصل احمد سيف القضب الاخوانى على 24258 صوت وحصل سامح عاشور علي 19107 ورجائى عطية 17207 السقا - الوفدي - 20371 وسعيد عبد الخالق 9971 - من اقل 3 نتائج من الناجحين ، وسيد شعبان الناصري - على قائمة الاخوان - 12795 وفايز لاوندي القبطي - على قائمة الاخوان - 13909 صوت .
سيد شعبان لم يعلق ورقة دعاية واحدة وغير معروف فى اوساط المحامين لافى القاهرة ولا فى المحافظات ولم تحملة سوي قائمة الاخوان ، لاوندى معروف فى وسط القاهرة ومجهول كلية فى المحافظات ، أبوكريشة "على قائمة الاخوان " ذو ميول حكومية وواجهه مستقلة مع وضد الاخوان نجح ب 17749 أعلى من رجائى عطية وعبد السلام كشك النقابى المعروف القديم غير إخوانى نجح على قائمة الاخوان بأكثر من 17 ألف صوت ويمكن ان نستخلص مايلى:
إن نجاح هذه القائمة قد فاجىء الاخوان الذين طبعوا قائمة زرقاء صغيرة بمرشحيهم الاساسين فقط خوفا من ارتباك القائمة الصفراء والبيضاء .
احمد سيف حصل على أعلى الاصوات ليس لانة أخوانى ولكن لانة "رجل طيب " استضافة الكثيرون علي قوائمهم حتى المعارضين للاخوان ولم يكن محل خلاف بين اغلب المحامين . ورغم التوقعات حول نجاحة بأصوات هائلة لم يرشح نفسة نقيب وذلك لان الاخوان اعتمدوا منهج النقيب للحكومة والمجلس لنا فى كل الانتخابات التى دخلوها .
نجاح عاشور بفارق ضئيل يعود لحشد الدولة كل طاقاتها وراء رجائى عطية الذي حاولت تسويقة بواسطة وسائل الاعلام المقرؤة والمرئية خاصة التلفزيون فقد ظهر رجائى فى اكثر من عشرين برنامج تلفزيوني خلال اسبوع واحد ، هزيمة رجائى جاءت هزيمة للدولة والاخوان معا .
إختار الاخوان حمل اشخاص غير معادين لهم ويمكن احتواءهم كمعارضة محتملة لكنة اختيار محفوف بالخطر - خاصة مع شعبان وابوكريشة -فى حال كون عاشور هو النقيب .
فصل المحامين بين قائمة الاخوان وبين رجائى كنقيب اعطى بعضهم صوتة لسامح عاشور والاخوان معا .الاخوان لم يضعوا اسم رجائى عطية على القائمة لكنة دعوا لتأييدة شفاهة مع انصارهم حتى لايصدموا المحامين بتأييد سافر وفج لمرشح السلطة .
هزيمة اليسار الرسمي جاءت لذوبانة وضعف جماهيريتة وبوبالاساس بسبب تذيلة مرشح الدولة ونبذة لارادة جماهير المحامين . فقد فكروا بمنطق أن من يجاور السلطان يفوز دائما ولم يفهموا أن ارادة الجماهير يمكن ان تهزم ارادة السلطان وذيولة .
بنكرة اسرائيل ، هذه العبارة عنون بها بعض المرشحين قائمتهم فأثارت الذعر لدى الامن وكانت الحالة الوحيدة التى تدخل فيها الامن لجمع نسخ هذه القائمة من الصبية الذين اجرهم المرشحين لتوزيعها امام اللجان السلطة تخشى اى تسيس .

آفــــاق وتوقعات
خرجت نفابة المحامين من تية الحراسة والوصاية القضائية بإجراء الانتخابات وهاهي أخيرا لها مجلس منتخب ونقيب ، فهل انتهت فعلا الازمة فى النقابة .
هل سيكرر الاخوان وعاشور مشهد المجلس السابق الذي كان يضم الاخوان والخواجة خاصة وأن سامح أحد ورثة الخواجة فى الاسلوب والمناورة ومحاصر مثل سلفة بأغلبية إخوانية تستطيع حسم القرار فى التصويت والسيطرة على المقدرات المالية للنقابة مثلما حدث من قبل . هل ستشهد النقابة صراعات كواليس واستبعاد الاقلية من إتخاذ القرار ؟ هل يستمر الاخوان فى تواطئهم مع الحكومة فى المعارك التى يخوضها المحامين ضد السلبطة ؟ خاصة وأن الفترة المقبلة ستشهد صراعات عديدة حول التشريعات التى تزمع الدولة إصدارها أو حول مواقف التضامن مع العراق أو فلسطين أو حول التطبيع ؟ هل ستشهد النقابة حيوية ونشاط مدعومين من المجلس أو ضد المجلس ؟ هل ثمة ديمقراطية متوقعة فى ظل تلك الشروط للنشاط النقابى ؟
كل تلك الاسئلة صارت مطروحة عمليا منذ اعلان النتيجة وقبل تلقى الاعضاء الجدد تحيات المهنئين والمتملقين . لقد إتصل رئيس الجمهورية بالنقيب وهنئة بالفوز ؟ إن عاشور إن لم يكن مرشح الحكومة فقد كان فى دعايتة وأساليبة نصف حكومي ومعتدل فى علاقاتة معها ويعبر عن ميل معتدل في أوساط المحامين الذين يكرهون السلطة ويحلمون فى ذات الوقت بعلاقة طيبة مع أجهزتها ولهذا رفضوا ناصر وإختاروا عاشور .
عاشور هو أيضا العدو اللدود للاخوان لذلك سيكون رأس مجلس حرب غير معلنة ضدهم وسيلتقى فى هذا مع عناصر المعارضة المحتملة ضد الاخوان ، أما الموقف ضد السلطة فسيشارك فيه كخطيب مفوة وكعنصر تهدئة ذكية ولإمتصاص ، سيسعي لتسيد الاجرائية " شكاوى/دعاوي/مناشدات كبديل عن الاحتجاجات الصاخبة . وفي هذا سيلتقي مع الاخوان والعناصر الحكومية .
وفي المسافة القائمة بين المواقف والمناورات بين مجلس الاخوان والنقيب ستتوافر فرص للنشيطين وخاصة العناصر الاشتراكية للتحرك وتحريك المياة التي يريدها المجلس ونقيبة راكدة .
وبالمقابل ستحتفظ الدولة بورقة الطعون التى قدمت بالفعل ضد صحة إجراءات الانتخابات كأداة يمكن استخدامها عند اللزوم لحل المجلس واعادة النقابة لوضع الازمة أو الحراسة أو حتى الادارة القضائية .
سيكسب الاخوان انصارا جدد بلا شك . وسيكون علي عاشور إما مواجهة الاداء المالي وفى هذا يلجأ للمحامين النشطين أو يلجأ للاسلوب الاجرائى .
والخيار بين الاسلوبين يتوقف على شكل المسرح النقابى فى المدي القريب حتي لايبدو أنة ضد الخدمات التي تقدم للمحامين ، وكذلك سيكون أمامة خيار ثالث وهو المنافسة فى المضمار الخدمي مع المجلس أو الجمع بين هذا وذاك من الاساليب المذكورة .
هذه التناقضات ستفتح الباب لناصر ليكون أحد نجوم المعارضة فالمحامين يرحبون بة كرجل حرب فى المواجهات ولكن لايرحبون بة كرجل إدارة .
ثمة عنصر أخر يطرحة وضع المحامين الذين استطاعوا بمعارك عديدة أن يستعيدوا نقابتهم من وضع الحراسة والوصاية الادارية ، وهو أن تتحول نقابتهم الى نموذج ملهم للنقابات المهنية الاخري _ كالمهندسين وغيرها - التى لازالت تحت الحراسة وبلا مجلس وهو الامر الذي يمكن أن يعيد للنقابات المهنية قدرتها وحيويتها المعتقلة فى ظل الحراسة .
إن التطور القريب الذى ستشهدة الاحداث فى نقابة المحامين أو حتي فى النقابات المهنية الاخري سيعطينا الاجابة الحاسمة ويمتحن أو يصحح تلك التوقعات .
عن هذا الموقع || راسل محامين مصر || مواقع أخرى || محامين مصر في الاعلام|| الرئيسية

Jahra.net Free Guestbook

mohamen@maktoob.com

أنت الزائر رقم
Powered by counter.bloke.com