|
محامين مصر
|
عن هذا الموقع || راسل محامين مصر || قضايا للمناقشة || محامين مصر في الاعلام|| الرئيسية |
قضايا للمناقشة
رسالة من طارق نجيدة المؤامرة الحكومية واخطاء الاخوان فى نقابة المحامين المؤامرة الحكومية وأخطاء الأخوان في نقابة المحامين بقلم / طارق نجيدة رسالة الأستاذين/ مختار نوح وخالد بدوي إلى الأستاذ/ رجائي عطية والتي تم نشرها في جريدة صوت الأمة الغراء ، رسالة راقية للغاية ورقيقة رفيعة إلى أبعد الحدود ، جاءت لغتها الرشيقة مناسبة لبلاغة المرسل إليه ، وظهر من بين سطورها دفء العلاقة التي تربط الراسلين والمرسل إليه .. وقد وضعت هذه الرسالة علاقة الأخوان المسلمين مع رجائي عطية في موضعها الصحيح بعد أن أكدت أن الأستاذ رجائي كان وسيطاً مختاراً من الطرفين ( الأخوان الذين بادروا طلبا للحوار وفصيل حكومى قبل المبادرة ) وأنه -اى رجائى - كان يلعب دور الوساطة بوحي من ضميره الوطني فكان يمارسها بندية منقطعة النظير مع الطرفين وأحياناً كانت تتحول هذه الندية إلى ما يشبه أو يقترب من قطع الوعود بتحقيق أمر من هنا أو من هناك .وقد بدا واضحا للجميع من الوهلة الأولى أن فصائلاً من الحكومة كانت مناوئة لهذا الدور الذي يلعبه رجائي عطية وأن الفصائل الأخرى كانت على العكس تدعمه وتدفعه للاستمرار قاطعين على أنفسهم العهد بتحقيق نتائج هذه الوساطة ولم يكن الأستاذ رجائي يخفي ذلك عن أنصاره بل كان يؤكد أن جهوده المضنية تجد من العوائق ما يهدد عملية الوساطة بالفشل الذريع ، والحقيقة إنني لم أكن في أي وقت من بين الواثقين في نجاح رجائي عطية في كبح جماح الفصيل الحكومي المعوق لجهود الوساطة لسبب بسيط ألا وهو أن منهج الحوار بين الحكومة وأي فصيل سياسي لم ينجح على الإطلاق ولم يثمر أي ثمرة في تاريخ مصر وأن الحكومة تتخذ الحوار وسيله للمهادنة حتى تنقض على خصومها بضراوة … ذلك لان الملف الخاص بالقوى السياسية هو ملف بوليسى وليس سياسيا ومن ثم فان طريقة العلاج ترتبط بمؤهلات المعالج .وما يؤكد رؤيتي أن الحكومة كانت تشكك دائماً في نوايا الأخوان المسلمين وكان الفصيل الحكومي الرافض للحوار يطلق اعوانه في كل اتجاه لإشاعة روح الريبة في موقف الأخوان ويضفي نوعا من الغمام على محيط الحوار وهو الأمر الذي حدا بمختار نوح أن يعلن صراحة في مؤتمر هيلتون رمسيس الأسف والاعتذار عما مضى وأن الأخوان يقبلون الانخراط في العمل السياسي والنقابي على أساس المشاركة والحوار وإنهم يلفظون المغالبة والاحتكار .. وقد كان واجباً أن يكون هذا الإعلان الواضح الصريح قد قطع الطريق على ذلك الفصيل الحكومي المتشكك (البوليسى الانتماء والرؤية ) وأن يدفعه إلى مراقبة التجربة وهي تكتمل ، و لأن هذا الفصيل لا يؤمن بالحوار الدائر فقد حشد كل طاقته للقضاء على هذه التجربة وأثبت أن له اليد الطولي في توجيه قرارات الحكومة وقد تغلب بالفعل على الفصيل الداعم لرجائي عطية.. ومن هنا فإنني لا اختلف كثيرا مع تحليل الحبيبين مختار نوح وخالد بدوي ( فك الله أسرهما وخفف عنهما فى محنتهما ) في أن الحكومة قد خانت وعدها أو حنثت بيمينها ، لأن الأمر كان واضحاً من الوهلة الأولى أن رجائي عطية مبعوث من فصيل حكومي ومبغوض من فصائل أخرى لها الولاية والوصاية الحقيقية ، وكان واضحاً للجميع أن معركة الوساطة لم يتم حسمها على أي وجه وان روح التفاؤل التي كانت تسود الحوار بين الأخوان والحكومة عبر المحامي الجليل رجائي عطية كان مبعثها أحياناً تقدم رؤية الفصيل (السياسى) المؤيد على رؤية الفصيل ( البوليسى ) المتآمر داخل الأروقة الحكومية ولم يكن مبعثها على الإطلاق التفاف الحكومة بكل مؤسساتها حول رجائي عطية أو دعمهم الصادق لحواره ووساطته مع الأخوان … وانى اذكر الاستاذين /مختار وخالد والاخرين اننى كنت مرددا لهذه الرؤية فى كل مناسبة حتى اننا قررنا تشكيل لجنة المائة لحشد كل المهتمين بنقابة المحامين لممارسة الضغط السياسى بكل اشكاله لانهاء الحراسة والاعلان عن الانتخابات ، اذن فقد كانت رائحة المؤامرة فى انوف الجميع قل القبض على مختار واصحابه ، ولكن احدا لم يستمع بالاهتمام اللازم واستمر ت الوساطة دون اى تغيير نوعى ، و إذا كان الفصيل البوليسى الرافض قد أطلق رصاصات التدمير على علاقة الوساطة وقلب مائدة التفاوض حينما تم القبض على مختار نوح وأصحابه وزج بهم في السجن ثم في محاكمة عسكرية فان ذلك الأمر كان رسالة واضحة لكل الأطراف تؤكد روح المؤامرة وتعلن أن شوكة الرفض في الحكومة قوية وان الحوار مرفوض وان الوساطة قد انتهت قبل ذلك بكثير … في هذه اللحظة لا يمكن أن نطلق على الموقف الحكومي انه موقف خائن للاخوان او لرجائى عطية ولكنها نتائج المؤامرة التى نجحت فى انحسار دور الفصيل الحكومى الذى بدأ الحوار ، كما ان الحكومة لم تعد احدا بشىء فهذه هى الحقيقة التى ارسلتها الحكومة فى كل رسائلها وكان ينبغي على الآخرين أن يستوعبوا الرسالة وقد استوعبها الجميع وبالتحديد بعد واقعة القبض على مختار وصحبه ، إلا الأستاذ رجائي الذي كان على عهده أن يقاتل ويكافح من اجل نجاح مهمته فكان (دونكيشوتى) يقاتل طواحين الهواء ،فلم يعبأ بكل الرسائل التي أطلقتها الحكومة منذ هذا الحين والإجراءات التي اتخذتها للتنكيل به والتي كانت في أوج الوضوح قبل موعد إجراء الانتخابات في نقابة المحامين في 1/7/2000م . ويمكن مراجعة مقال الاستاذ /سليم عزوز فى الاحرار قبل الموعد المحدد للانتخابات فى 1/7/2000 وكذلك مقالي المنشور في جريدة الأحرار الغراء يوم 29/6/2000م بعنوان( الحكومة وإعادة الانتشار في نقابة المحامين ) وكتبت فيه "" إنني فقط أتساءل ولا اعرف الأيدي الخفية التي تعبث خلف هذا الرجل الصامد الذي يتعرض كل يوم لمحاولة اغتيال أدبية من خصومه في معركة الانتخابات ومن خصومه الحقيقيين في أجهزة الدولة إنني أقول وأؤكد أن الحزب الوطني رغم انه قد أعلن تأييده لرجائي عطية إلا انه أطلق قواته الخفية من اجل تخريب هذا التأييد وإفساده … "" فلقد كان الأمر قد وصل إلى ذورة العداء الحكومي لرجائي عطية في حين ظل الأخوان المسلمين على عهدهم من الرجل ( او هكذا يقولون ) حتى تم صدور الأحكام ضد مختار نوح وإخوانه وهو الأمر الذي كان متوقعاً من كل الأطراف بمن فيهم قيادات الأخوان المسلمين الذين تيقنوا إن وساطة رجائي عطية قد انتهت وان عقارب الساعة لا تعود إلى الخلف .. ولكن الأخوان ظلوا يعلنون تمسكهم بما وعدوا به الأستاذ رجائي عطية الذي بذل ما في وسعه وهم يعلمون أن على المرء أن يسعى وليس عليه إدراك النجاح في حين أنهم قد عزموا عزما مؤكدا على ان يكون التأييد لشخص رجائى وحده دون التقيد بمنهج المشاركة ودون التقيد بالعهود الاخرى التى ابرمها مختار مع باقى القوى السياسية ومن هنا يمكن القول بان الاخوان قد ساهموا فى اخفاق رجائى عطية كما ان منهم من قرر أن يثأر من الجميع ويكشف كل الوجوه على حقيقتها ويرسل برسالة الي الحكومة أن مرشحها قد تم إسقاطه في الانتخابات وان هذا هو عربون من ثمن القبض على مختار نوح وأصحابه ومحاكمتهم وصدور أحكام قاسية ضدهم … والحقيقة أن هؤلاء الأصدقاء لم يثأروا من الحكومة في شئ لأنهم قرأوا الواقع مقلوباً فلم يكن رجائي عطية مرشحاً للحكومة ولم يكن رجلها في يوم من الأيام ، وان السهم الذي أطلقوه ليصيب صدر الحكومة كان في الحقيقة سهم في صدر رجائي عطية والقوى التي ساندته ووقفت إلى جواره ، ولم يتجرع المرارة إلا المحامين وهي ليست مرارة عدم الفوز في الانتخابات بقدر ما كانت مرارة هزيمة فكرة سامية ارادت التوجه نحو تشكيل مجلس لنقابة المحامين يحدوه الوفاق الوطني ويقدم صورة مشرفة لنضال وكفاح جميع القوى السياسية والنقابية التي تشاركت العمل من اجل نجاح حقيقي لهذه الصيغة التي تعد الضمانة الحقيقية لعودة الوجه القومي الديمقراطي لنقابة المحامين لتمسك من جديد بزمام أمورها وتملأ الفراغ الناتج عن غياب دورها الرائد في الحياة السياسية والنقابية في مصر .. ويجب أيضاً المصارحة بأمر غاب عن الأخوان المسلمين في نقابة المحامين وهو انهم لا يرون إلا أنفسهم على الساحة السياسية والنقابية وكرروا محاولتهم السيطرة على الساحة النقابية رغم انهم قطعوا العهد على انفسهم بالمشاركة وتصوروا ان عهدهم هذا كان موقوفا على الحكومة وحدها دون سائر القوى السياسية والنقابية الأخرى التى عاهدوها وكانت دعما لهم فى كثير من الاحيان … لذلك فقد كان خطأ الإخوان المسلمين من اللحظة الأولي تطلعهم إلى الحكومة وحدها وأشاحوابوجوههم عن باقي القوى ولم تكن دعوة هؤلاء للمشاركة فى دعم الحوار من اجل استرداد نقابة المحامين الا درب من التجميل الشكلي الذى افتقد اى مصداقية موضوعية ، لذلك فحينما فشل الحوار بين الإخوان المسلمين والحكومة وعادت الخصومة فيما بينهما عاد الإخوان المسلمين إلى سيرتهم الأولى فتجاهلوا الحوار التشاركى مع القوى الأخرى وساد حوارهم المتعالي … فالإخوان المسلمين يريدون اذن مصالحة مع الحكومة وحدها ، وإلا ناصبوا العداء للجميع ولو انهم يتفحصون الأمر من زواياه الأخرى لأدركوا القيمة الحقيقية للمصالحة مع القوى السياسية الأخرى وتوحيد الجهود في جبهة وطنية تقوم على أسس موضوعية صادقة يتخلى فيها الاخوان المسلمين عن سلاحهم الوحيد فى المعركة السياسية الذى يؤدىالى تحقيق الاهداف البوليسية الرامية الى تهميش دور باقي القوى الوطنية في العمل العام ., وهم فى النهاية لا يحصدون إلا أضافة خصومة باقي القوى السياسية الفاعلة وغير الفاعلة إلى جانب الخصومة الحكومية ، والحقيقة ان الطامة الكبرى أن وجود الإخوان المسلمين بهذا الوجه يؤدي فعلاً إلى تعطيل الأداء السياسي ويطلق للحكومة العنان في اتخاذ ما تريده من مواقف وإجراءات ومن بينها مجابهة الإخوان المسلمين والتنكيل بهم والعصف بكيانهم كلما أمكن ، إنني لا اتهم الإخوان المسلمين ولا انصب لهم العداء بل أقول لهم إن القوى السياسية الأخرى هي جزء من الشارع السياسي وجزء مؤثر في الحركة السياسية وان التعاون معها ودعوتها إلى مائدة الحوار هو خير ألف مرة من تهميش دورها والتطلع دائماً إلى تقديمها قرابين للحكومة التي تهاب هذه القوى رغم ضعفها ، كما ان الحكومة تؤمن بنجاحها في ترويض الأخوان المسلمين رغم قوتهم الحاشدة … لذلك فإنني أقول أن الإخوان المسلمين قد ارتكبوا خطأً تاريخياً في انتخابات نقابة المحامين الأخيرة - ولا زالوا -بالاضافة الى الدور الكبير الذى لعبته المؤامرة الحكومية (وليست الخيانة) وان ذلك هو ما ادى الى اخفاق صيغة الوفاق الوطنى فمتى يستوعب الإخوان المسلمين الدرس ويتوجهوا بموضوعية وشفافية نحو مراجعة شاملة لسياساتهم فى التعامل مع القوى السياسية الأخرى لإيجاد صيغة فاعلة تنشط وتفعل العمل والاداء السياسى والنقابى بدلا من المساهمة (دون قصد وبقصر نظر )فى تعطيل الاداء العام ،ان الوطن فى حاجة ماسة الى تفعيل روح المقاومة والمعارضة لإنهاء حقبه سوداء انفردت فيها الحكومة بكل شئ وأصبحت أقدار الناس وأقواتهم ومصير الأمة في مهب الريح … |
عن هذا الموقع || راسل محامين مصر || قضايا للمناقشة || محامين مصر في الاعلام|| الرئيسية |
أُنشئ هذا الموقع تحت رعاية أحمدقناوي وجمال عبدالعزيز عيد المحاميان
تصميم صفحات |